الر سم على الأواني
الوضع الاجتماعي :
تتكون الأسرة من ثلاثة أفراد السيد جلال وهو مسن أرمل ، يبلغ من العمر 72 سنة ، رويدا ابنته تبلغ من العمر 41 سنة أنهت مرحلة الثانوية العامة بنجاح ولم تكمل دراستها الجامعية، مطلقة منذ سنوات، ابنتها لجين البالغة من العمر 13 سنة وهي طالبة مدرسة في الصف السابع . ولها ثلاثة أبناء يعيشون مع والدهم في الأردن وهي على تواصل جيد معهم. وعلاقتها الاجتماعية جيدة في مجتمعها .
مراحل تطور المشروع :
طلاقي كان نقطة بداياتي ، ففي بداية العام 2015 لم يكن بالأمر السهل أن اترك أبنائي في الأردن عائدة إلى البلاد مع ابنتي الطفلة التي تحتاج إلى رعاية و مصاريف لأعيش مع والديَّ وهما مسنان يحتاجان إلى رعاية، خاصة أن والدتي كانت مقعدة وتحتاج إلى رعاية خاصة ولم يطل الوقت حتى أصبح والدي أيضا طريح الفراش.
هذا الصراع دفعني لخيار من الاثنين إما الاستسلام للواقع ودخولي مرحلة اكتئاب ، أو البحث عن مخرج من كل هذه الضغوطات فعملت في روضة أطفال بعمل رسومات ووسائل تعليمية للأطفال ولكن لم أجد نفسي بالعمل وهنا بدأ دور أخي بمساندتي من خلال عمله في (مشغل فسيفساء أريحا ) والذي كان له الدور الأهم بحياتي حيث التحقت في دورة رسم و التحقت بعدها بدورة الخزف وكان هناك بداية مشروع السيراميك في القرية وكنت من مؤسسيه وعملت فيه مدة ستة شهور لوحدي وكنت ارسم على الأواني الفخارية بطريقة تقليدية بسيطة ولكن أدخلت بعض التغيرات سواء في الرسمات أو التشكيل حيث التحقت بدورة تشكيل الصلصال ، وطلبت من مدير المشروع توظيف عاملات فيه وقمت بتدريبهن على العمل ، ولأهمية دوري في العمل كان صاحب المشغل يعطيني وقت سماح للعناية بوالدي وتوفير ما يحتاجانه من رعاية واهتمام ورغم كل الضغوطات في هذه المرحلة لم أتوقف عن تطوير قدراتي ومهارتي بالالتحاق بدورات تطويرية للعمل ، وهنا بدأت اشعر بذاتي وتحيق أهداف أسعى إليها ، بدأت العمل بإنجاز قطعة واحدة في اليوم ولكن الآن اعمل على انجاز ما يزيد عن 20 قطعة برسومات مختلفة ومتعددة ومليئة بالحركات .
في هذه المرحلة لم أكن أتخيل إن وفاة والدتي سوف تترك فراغا كبيرا في حياتي وبرنامج عملي والذي كانت فيه هي ووالدي العنصر الأهم خاصة بدعمها وتوجيهها الدائم لي ، ولكن لعلها كانت فرصة لإعطاء والدي وقت واهتمام أكثر إلى جانب رعايتي لابنتي ....
ولمواكبة حاجة السوق نظرا لخصوصية قريتنا (نصف جبيل / محافظة نابلس ) وحضور سياح أجانب باستمرار بدأت بالاطلاع على ما يهتم به السياح وتصنيعه لهم وكانوا يدفعون أي ثمن لاقتنائه بسبب جودة تصنيعه وجماليته وملامسته لمعتقداتهم ، وهذا زاد من إنتاج العمل وزيادة العاملات فيه من عاملتان إلى خمس عاملات .وهذا ما دفعنا أيضا للمشاركة في عدة معارض سواء في مدينة نابلس أو في مدن رام الله والقدس وبيت لحم .
وهنا بدأت أفكر بنفسي وعمل شيء خاص بي ووضع بصمتي الخاصة على منتج مميز وكان لابد للبحث عن داعم لي خاصة أن المواد تحتاج إلى رأس مال بالذات فرن الصلصال وهو أساس العمل ، وكانت أسرتي مسجلة على برنامج المساعدات النقدية بوزارة التنمية الاجتماعية وهذا شجعني لتوجه للمؤسسة لطلب دعم منهم وتحدثت معي باحثة التمكين الاقتصادي عن ترحيب الوزارة بدعم مثل هذا التوجه ، ولحسن حظي كان فترتها العمل على مشروع (فرجت ) من خلال المؤسسة الوطنية الفلسطينية للتمكين الاقتصادي الممول من بنك القدس .
بعد الموافقة على حصولي على المشروع ( منحة ) تم توفير فرن الصلصال ( فرن حراري ) والذي بزيد ثمنه عن 5000 دولار وهو أساس عملي بدأت بالعمل على إدخال تغيرات جديدة ليس فقط على رسم الأواني ولكن أيضا الرسم على البلاط و تشكيل معدات أخرى من أساسيات الأثاث بالمنزل وكذلك كتابة عبارات وطنية على معلقات
كل هذا أرى نفسي على أول درجات سلم النجاح ولا زلت احتاج للمزيد لتحقيق طموحي بعمل مصنع خاص بي لتصنيع الخزف والحفاظ على الهوية الوطنية وإدخال فن الفسيفساء على العمل . وتشغيل عدد اكبر من الفتيات و دمجهن بسوق العمل لتحقيق ذاتهن وعد الاستسلام للواقع .
أصالة المنتج :
فكرة المشروع التي تتمثل برسم أشكال خزفية كان لابد أن ترتبط بقيم وثقافة وموروث فلسطيني فبعض الرسومات لها رمزيتها مثل رسم شجرة الزيتون على الأواني والمعلقات ورسم الزعتر على أواني الطعام ، أيضا رسم خريطة فلسيطن .
تصميم وتطوير المنتج :
بداية المشروع كانت المستفيدة عاملة في مصنع تتقيد بقوانين العمل فيه وبنظام إنتاج محدد وهذا ما دفعها للبحث عن فرصة أخرى لتجسيد طاقتها الفنية وشغفها بالعمل، ومن خلال حصولها على المشروع قامت بشراء الفرن وهو أساس العمل في فن الخزف .
جودة المنتج :
بعد حصول المستفيدة على المشروع ، وشراء الفرن وهو العنصر الأساسي في عملها لما له اثر ايجابي في جودة المنتج والحفاظ عليه وزيادة ديمومته وكذلك زيادة حجم الإنتاج وأيضا أصبح لديها استقلالية بالعمل ( على حد تعبيرها ) بدل اللجوء إلى صاحب مشغل السيراميك الذي كانت تعمل لديه .
سرعة الإنتاج :
حصول المستفيد على المنحة ساهم في إنتاج كمية أكبر بوقت قليل خاصة وأن الفرن يستوعب الكمية التي تقوم برسمها كونها كانت تستخدم فرن المصنع الذي كانت تعمل فيه وتحتاج لوقت إنهاء كميات إنتاج المشغل ، وكذلك استفادتها من المشروع جعلها تتفرغ تماما لعملها الخاص وهذا زاد من كمية إنتاجها وتمييزها بطابع خاص بها .
القدرة على التسويق :
تستخدم المستفيدة في تسويق منتجها مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الانستغرام ( ceramic2008 ) بالإضافة إلى عرض منتجها مباشرة لسياح الأجانب وتقول إنها ستقوم بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي .و تحدثت إنها بالفترة الماضية حصلت على عرض عمل من المملكة العربية السعودية لتجهيز معدات مطعم بالكامل وتقوم بدراسة الموضوع خاصة جانب التصدير للخارج .
استمرارية الإنتاج :
بدأت المستفيد بعملها منذ عام 2015 والذي كان وليد هواية لديها ولكن حبها وشغفها بالعمل جعلها تنمي وتطور مهارتها سواء بالحث عن فرصة عمل أو الالتحاق بدورات وتدريبات ذات اختصاص بالمجال ، لتصل مرحلة مشروع خاص بها وتحصل على منحة في مطلع العام .وتتحدث السيدة عن رغبتها وعملها بالحفاظ على ديمومة المشروع وتطوير بالاستمرار في الإنتاج مستقبلا .
أحدث قصص نجاح
