وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية
menu
أطفال فلسطين… براءة تحترق تحت القصف وتُخذل بصمت العالم

أطفال فلسطين… براءة تحترق تحت القصف وتُخذل بصمت العالم

 في يوم الطفل الفلسطيني، الذي يحل علينا وسط واحدة من أكثر المراحل مأساوية في تاريخ شعبنا، تتواصل الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث يدفع الأطفال الثمن الأكبر لهذه الحرب التي لم تستثنِ بيتًا ولا مدرسة ولا مستشفى. لقد تحوّل حق الأطفال في الحياة والعيش بأمان إلى حلم بعيد المنال، في ظل عدوان مستمر منذ (534) يومًا، حصد أرواح الآلاف منهم، وترك عشرات الآلاف يعانون من فقدان أسرهم، والتشريد، والجوع، والإصابات التي ستلازمهم مدى الحياة.

تشير الإحصائيات إلى أرقام صادمة تكشف حجم المأساة التي يعيشها أطفال فلسطين؛ ففي قطاع غزة، ارتقى (17,954) طفلًا، بينهم (876) رضيعًا لم يكملوا عامهم الأول، بينما يواجه (3,500) طفل خطر الموت المباشر بسبب سوء التغذية والجوع. كما تم تسجيل (4,700) حالة بتر، 18% منها لأطفال فقدوا أطرافهم تحت القصف، فيما يعاني (39,384) طفلًا من فقدان أحد والديهم أو كليهما، محاطين بمستقبل مجهول دون رعاية أو حماية.

أما في الضفة الغربية، فقد شهدت الأشهر الأخيرة تصعيدًا خطيرًا في استهداف الأطفال، حيث ارتقى (224) طفلًا منذ عام 2023 بمعدل زيادة تجاوز 250% عن الفترات السابقة، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية التي تكفل حماية الأطفال في أوقات النزاعات.

وإلى جانب الاستهداف المباشر، حُرم نحو 600 ألف طفل في قطاع غزة من أبسط حقوقهم في التعليم، والرعاية الصحية، والتطعيمات الأساسية، بسبب استمرار العدوان والحصار وتدمير البنية التحتية. ورغم التحديات الهائلة، تبذل الحكومة الفلسطينية جهودًا حثيثة للتخفيف من معاناة الأطفال، من خلال برامج التعليم الإلكتروني التي تسعى لضمان استمرارية التعليم قدر المستطاع، بالإضافة إلى العمل على تنفيذ حملات تطعيم بديلة في المناطق المتاحة، بما يحافظ على صحة الأطفال قدر الإمكان في هذه الظروف الكارثية.

وفي هذه المناسبة، تؤكد وزارة التنمية الاجتماعية أن يوم الطفل الفلسطيني ليس مجرد ذكرى، بل شاهد على استمرار الظلم الذي يتعرض له أطفالنا، ونداء للعالم أجمع لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه جيل يُباد أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي.

وفي هذا السياق، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية: “يولد أطفال العالم ليعيشوا طفولتهم بأمان، إلا أن أطفال فلسطين يولدون وسط الدمار والقصف والجوع، لقد تجاوز الاحتلال كل الخطوط الحمراء، ولم يترك لهم أي فرصة للنجاة أو الأمل، وهذا يتطلب موقفًا دوليًا حاسمًا لحماية الطفولة الفلسطينية من هذا الاستهداف الممنهج.”

وإذ تُجدد الوزارة إدانتها لهذه الجرائم والانتهاكات، فإنها تدعو المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الطفل، وكافة الجهات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك العاجل لضمان حماية أطفال فلسطين، ومحاسبة الاحتلال على هذه الجرائم، والعمل على وقف العدوان الذي يحرم الأطفال من أبسط حقوقهم في الحياة والأمان والتعليم.

آخر الأخبار

د. سماح حمد: نحتاج إلى شراكات فاعلة وإرادة سياسية لدعم جهود الإغاثة في فلسطين

د. سماح حمد: نحتاج إلى شراكات فاعلة وإرادة سياسية لدعم جهود الإغاثة في فلسطين

أكّدت وزيرة التنمية الاجتماعية ووزيرة الدولة لشؤون الإغاثة بالإنابة، د. سماح حمد، خلال كلمة مصوّرة في أعمال الملتقى العربي الدولي للإعمار في فلسطين، الذي عُقد في مدينة إسطنبول بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات إقليمية ودولية، أن الشعب الفلسطيني يواجه واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في تاريخه، نتيجة استمرار العدوان على قطاع غزة والإغلاق الكامل للمعابر، واستهداف المدنيين والبنية التحتية، في انتهاك واضح لكل القوانين الدولية والقيم الإنسانية. وأشارت د. حمد إلى أن الحكومة الفلسطينية، وفي إطار الاستجابة الإنسانية، أنشأت غرفة العمليات الحكومية الطارئة بتاريخ 19 كانون الثاني برئاسة رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، لتنسيق جهود الإغاثة والتعافي المبكر، وأطلقت خطة استجابة شاملة تغطي المرحلة الأولى بعد وقف إطلاق النار المؤقت، مشيدة بدور الهيئة العربية الدولية للإعمار كشريك فاعل ضمن جهود الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص، المجتمع المدني، والمؤسسات الأممية. وبيّنت أن حجم الكارثة الإنسانية في غزة يتفاقم مع تصاعد وتيرة النزوح المتكرر، والانهيار شبه الكامل للبنى التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات المياه والرعاية الصحية، إضافة إلى النقص الحاد في اللقاحات والأغذية، ما يهدد حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال والنساء وكبار السن. وفي السياق ذاته، نوّهت د. حمد إلى تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، خاصة شمالها، نتيجة الاعتداءات والانتهاكات المستمرة، وما خلّفته من تهجير واسع وتدمير للممتلكات، مؤكدة أن الحكومة الفلسطينية تواصل جهودها من خلال وزارتي التنمية الاجتماعية والإغاثة في تقديم تدخلات طارئة، تشمل المساعدات الغذائية والصحية ومستلزمات الإيواء. ووجّهت د. حمد شكرًا خاصًا للهيئة العربية الدولية للإعمار، قيادةً وطواقم، على التزامهم الصادق ودورهم المحوري في دعم الاستجابة الإنسانية، معتبرة أن الهيئة تمثل نموذجًا عمليًا للتضامن العربي البنّاء، وشريكًا استراتيجيًا في مختلف مراحل التدخل في الإغاثة. وفي ختام كلمتها، دعت إلى حشد الجهود الإنسانية والضغط من أجل فتح المعابر وضمان دخول المواد الإغاثية والطبية، وتعزيز الشراكات الدولية في تنفيذ برامج التعافي وخلق فرص العمل، بما يسهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وبناء مستقبل أكثر عدالة واستقرارًا.

المزيد
نفاذ المواد الإغاثية يُفاقم المأساة: وزارة الدولة لشؤون الإغاثة تواصل جهودها وسط انعدام الإمكانيات في قطاع غزة

نفاذ المواد الإغاثية يُفاقم المأساة: وزارة الدولة لشؤون الإغاثة تواصل جهودها وسط انعدام الإمكانيات في قطاع غزة

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وضمن الجهود المتواصلة لغرفة العمليات الحكومية للاستجابة الطارئة في المحافظات الجنوبية، تواصل وزارة الدولة لشؤون الإغاثة تنفيذ سلسلة من التدخلات الإنسانية العاجلة، رغم نفاد معظم المواد الأساسية وانعدام المستلزمات الحيوية، في محاولة لتأمين الحد الأدنى من الدعم للأسر النازحة والمتضررة. وفي هذا الإطار، تُشرف الوزارة، بشكل مباشر على تنفيذ التدخلات الإغاثية، بالتعاون مع عدد من الشركاء المحليين والدوليين. وبشراكة مع المجلس الفلسطيني للإسكان، والهلال الأحمر الفلسطيني، والهيئة العربية الدولية للإعمار، وهيومان أبيل (Human Appeal)، وفّر فريق الوزارة تدخلات طارئة لأكثر من (2000) أسرة، شملت تأمين الخيام ومستلزماتها في عدد من محافظات القطاع. وخلال الأسبوعين الماضيين، تم توزيع قرابة (10,000) وجبة طعام جاهزة، وأكثر من (3,000) طرد غذائي، إلى جانب (200) كيس طحين، و(3,400) عبوة من المكملات الغذائية، كما تم إيصال مياه الشرب إلى عدد من المناطق المنكوبة.وفي ظل النقص الحاد في الخيام، كثّفت الوزارة جهودها بالتعاون مع المجلس الفلسطيني للإسكان، حيث تم توزيع (3,000) شادر ومستلزماته لتأمين مأوى بديل للأسر النازحة.                

المزيد
s